**الندوة التمهيدية الثالثة ضمن سلسلة الندوات العلمية الخاصة بـ"المؤتمر الدولي الأول لحقوق الإنسان الشرقية"**
عُقدت **الندوة التمهيدية الثالثة** ضمن سلسلة **الندوات العلمية الخاصة بالمؤتمر الدولي الأول لحقوق الإنسان الشرقية** يوم **الخميس 12 مهر 1403 هـ.ش**، باستضافة **جامعة باقر العلوم** وبالتعاون مع **منظمة الثقافة والاتصالات الإسلامية**، وذلك بشكل **حضوري وافتراضي**.
في بداية الندوة، طرح **الدكتور محمد حسینی**، أمينها العلمي، السؤال المركزي حول **واقع حقوق الإنسان في العالم المعاصر**، متسائلًا عن **تأثيره على العلاقات الدولية**.
### **المحاضرات والمداخلات العلمية**
في مستهل الجلسة، قدّم **الدكتور سجادبور**، أستاذ **كلية الشؤون الخارجية**، رؤيته حول الموضوع باعتباره **المحاضر الرئيسي ومقدّم الأفكار الأساسية**، حيث استهل حديثه بتقسيم النقاش إلى محورين رئيسيين:
- **تباين الإدراكات حول مفهوم حقوق الإنسان**
- **تعدد الفاعلين في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك الحكومات، المنظمات غير الحكومية، والأفراد**
بحسب الدكتور سجادبور، بدأ خطاب حقوق الإنسان عام **1947** بمبادرة عدد قليل من **الدول الغربية الكبرى**، لكنه لم يبقَ حكرًا عليها، بل **شهد تطورًا تدريجيًا حتى أصبح خطابًا مهيمنًا في العلاقات الدولية**.
كما أكد أن **الصين، وبعض الدول الإفريقية وأمريكا اللاتينية مثل جنوب إفريقيا والبرازيل**، باتت **فاعلة** في هذا المجال، مما يعكس التحول في ديناميكيات حقوق الإنسان دوليًا.
وأوضح أن **حقوق الإنسان لم تعد حكرًا على الدول الغربية**، بل أصبحت عنصرًا أساسيًا في **السياسة الخارجية** لمختلف الدول.
في جانب آخر، أشار الدكتور سجادبور إلى أن **حقوق الإنسان لم تعد حكرًا على الحكومات فقط**، بل أصبح **الأفراد والمنظمات غير الحكومية** فاعلين أساسيين في هذا المجال، بل **يتحدّون حتى قرارات الحكومات**.
على سبيل المثال، يمكن الإشارة إلى **الحراك الطلابي والناشطين في الولايات المتحدة ضد الحرب في غزة**.
كما لفت إلى وجود **20 إلى 30 منظمة غير حكومية** تقدم تقارير حول مختلف القضايا الحقوقية عالميًا.
### **تحولات حقوق الإنسان بين عام 1947 والوقت الراهن**
أوضح الدكتور سجادبور أن بعض الدول، مثل **الصين، الهند، جنوب إفريقيا، والبرازيل**، لا تكتفي بتبني مفاهيم حقوق الإنسان، بل **تدّعي ملكيتها** وتسعى إلى **قيادة هذا المجال**، ما يُظهر أن **الدول الغربية لم تعد اللاعب الوحيد في هذه الساحة**.
استشهد بـ **خطاب نتنياهو الأخير في الأمم المتحدة**، حيث بدا **مضطربًا وغاضبًا** بسبب فقدان إسرائيل **شرعيتها في المؤسسات الحقوقية الدولية**، وهو دليل آخر على أن الغرب يفقد **سيطرته التقليدية** على هذا الملف.
أضاف أن **حقوق الإنسان لا تشهد تحولات فجائية**، بل هي عملية **تراكمية وزمنية** مرتبطة بتطور **وعي ومطالب الشعوب**، مشيرًا إلى أن بعض المستجدات مثل **قرار لجنة الأمم المتحدة الثالثة بشأن التمييز العنصري**، قد تنبئ بتحولات كبرى قريبة في هذا المجال.
### **النقد الموجه إلى الوضع الحالي لحقوق الإنسان**
عقب ذلك، قدّم **الدكتور رنجبر** نقدًا لاذعًا للواقع الحالي لحقوق الإنسان، معتبرًا أنه **مُسيّس بشكل كبير**.
أكد أن النظام الحقوقي الحالي، خاصة على المستوى المؤسسي، **يعاني من ازدواجية المعايير**، حيث يُستخدم كـ **أداة سياسية** من قبل بعض **الدول الغربية**.
أوضح أن أحد أهم التحديات يكمن في **التفسيرات القانونية والسياسية المنحازة** التي تقدمها **الولايات المتحدة** للأحداث الحقوقية، حيث **تعفي كبار منتهكي حقوق الإنسان من المحاسبة**، بل وتمنح **شرعية زائفة للإبادة الجماعية والجرائم المنظمة**.
شدد الدكتور رنجبر على أن هناك **حاجة ملحّة لإعادة قراءة حقوق الإنسان** بشكل أكثر **تعددية وشمولًا**، بحيث يُسمع صوت **التنوع الثقافي، وحقوق الشعوب الأقل تمثيلًا، والحضارات الكبرى القديمة** في هذا النقاش العالمي.
### **مداخلة ختامية وتوسيع نطاق النقاش**
في ختام الجلسة، ألقى **الدكتور ستوده آراني**، أستاذ **جامعة باقر العلوم**، كلمة أثرت النقاش.
طرح تساؤلًا محوريًا:
- **هل يمكن أن يُؤخذ خطاب حقوق الإنسان اليساري بجدية ضمن منظومة حقوق الإنسان السائدة؟**
- كما ناقش **إمكانات حقوق الإنسان الإسلامية** وأبعادها المختلفة.
- في النهاية، تساءل حول **إمكانية تجاوز الوضع الحالي بالنظر إلى التنوع في الإدراكات المختلفة لحقوق الإنسان**.
### **انعقاد الندوة ومكانها**
- هذه الندوة عُقدت بصفتها **الندوة التمهيدية الثالثة ضمن سلسلة الندوات الخاصة بالمؤتمر الدولي الأول لحقوق الإنسان الشرقية**.
- أُقيمت الندوة في **الساعة 14:00 يوم الخميس 12 مهر 1403 هـ.ش** في **قاعة الشهيد بهشتي - جامعة باقر العلوم**.
- تم تنظيمها من قبل **إدارة العلاقات الدولية بجامعة باقر العلوم**، بالتعاون مع **الجمعية العلمية لفلسفة القانون بالجامعة**.